قصة ايوب عليه السلام


قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم : كان ايوب رجلا كثير المال من سائر صنوفه وانواعه ، من الانعام والعبيد و المواشى ،و الأراضى المتسعة بأرض الثنية من أرض حوران .وحكى ابن عساكر: أنها كلها كانت له. وكان له أولاد وأموال كثيرة.
فسلب منه ذلك جميعه، وابتلى في جسده بأنواع من البلاء ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر الله عز وجل بهما. وهو في ذلك كله صابر محتسب، ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره وصباحه و مسائه.

س: ماسبب ذهاب نعمة النبي ايوب عليه السلام الى مرض وابتلاء بعد ذالك النعم كلها ؟؟؟!
وطال مرضه حتى عافه الجليس ،وأوحش منه الأنيس، وأخرج من بلده وألقى على مزبلة خارجها، وانقطع عنه الناس ،ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم احسانه اليها وشفقته عليها ،فكانت تتردد اليه فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته، وتقوم بمصلحته، وضعف حالها وقل مالها حتى كانت تخد الناس بالأجر، لتطعمه وتقوم بأولاده، رضى الله عنها و أرضها ،وهي صابرة معه على ماحل بهما من فراق المال والولد، وما يختص بها من مصيبة بالزوج، وضيق ذات اليد وخدمة الناس ،بعد السعادة والنعمة والخدمة و الحرمة. فأنا لله وانا اليه راجعون.
س: ماذا كنتي ستفعلين لو كنتي مكان زوجة النبي ايوب عليه السلام ؟؟؟!

وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أشد الناس بلاء الأنبياء ،ثم الصالحون ، ثم الأمثل، فالأمثل" وقال: "يبتلى الرجل على حسب دينه، فان كان في دينه صلابة زيد في بلائه".
ولم يزد هذا كله أيوب عليه السلام الا صبرا واحتسابا وحمدا وشكرا حتى أن المثل ليضرب بصبره عليه السلام ،ويضرب المثل أيضا بما حصل له من أنواع البلايا. وعن مجاهد أنه قال: كان أيوب عليه السلام أول من أصابه الجدري.




وقد اختلفوا في مدة بلواه على أقوال: فزعم وهب أنه ابتلى ثلاث سنين لا تزيد و لا تنقص. وقال أنس: ابتلى سبع سنين وأشهر، وألقى على مزبلة لبنى اسرائيل تختلف الدواب في جسده حتى فرج الله عنه وأعظم له الأجر وأحسن الثناء عليه. وقال حميد: مكث في بلواه ثمانية عشرة سنة . وقال السدى: تساقط لحمه حتى لم يبق الا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته، فلما طال عليها، قالت: يا أيوب.. لو دعوت ربك لفرج عنك، فقال: قد عشت سبعين سنة صحيحا، فهل قليل لله أن أصبر له سبعين سنة؟ فجزعت من هذا الكلام ،وكانت تخدم الناس بالأجر وتطعم ؟أيوب عليه السلام.
س: تتوقعين كم سنه لبث ايوب عليه السلام في مرضه ؟؟

ثم ان الناس لم يكونوا يستخدمونها، لعلمهم ؟أنها امرأة أيوب، خوفا أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته، فلما لم تجد أحدا يستخدمها، عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف احدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير ، فأتت به أيوب، فقال من أين لك هذا؟ وأنكره، فقالت: خدمت به أناسا. فلما كان الغد لم تجد أحدا فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به، فأنكره وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها وخمارها، فلما رأى رأسها محلوقا قال في دعائه: " رب أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين".
س: ماذا تستفيدين من موقف رحمة زوجة النبي ايوب عليه السلام ؟؟
س: بماذا دعا ايوب ربه عندما اتشتد به المرض ؟؟

وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبى ،حدثنا أبو سلمة ، حدثنا جرير ابن حازم، عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال: كان لأيوب أخوان، فجاءا يوما فلم يستطيعا أن يدنو من ريحه، فقاما من بعيد، فقال احدهما لصاحبه: لوكان الله أعلم من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا. فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع مثله من شئ قط، فقال: اللهم ان كنت تعلم أنى لم أبت ليله قط شبعانا وأنا أعلم مكن جائع فصدقنى، فصدق من سماء وهما يسمعان. وثم قال: اللهم ان كنت تعلم أنى لم يكن لى قميصان قط وأنا أعلم مكان عار فصدقنى . فصدق من السماء وهما يسمعان. ثم قال: اللهم بعزتك وخر ساجدا ، فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسى أبدا حتى تكشف عنى ، فما رفع رأسه حتى كشف عنه
وقال ابن حاتم وابن جرير جميعا: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن الزهرى ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ان النبي الله أيوب لبث به بلأوه ثمانى عشرة سنة . فرفضه القريب والبعيد ، الا رجلين من اخوانه كانا من أخص اخوانه له، كانا يغدوان اليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب ايوب ذنبا ما أذنبه أحد العالمين. قال لصاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثمانى عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف مابه ،فلما راحا اليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال ايوب : لا ادرى ما تقول ؟ غير أن الله عز وجل يعلم انى كنت أمر على الرجلين يتنازعان ، فيذكران الله فأرجع الى بيتى فأكفر عنهما ، كراهية أن يذكر الله الا في الحق 0

س: برأيك لماذا الله سبحانه وتعالى ابتلى ايووب عليه السلام وهو شاكر اواب؟؟

قال : وكان يخرج في حاجته ، فاذا قضاها امسكت امراته بيده حتى يرجع ، فلما كان ذات يوم ابطأت عليه 0 فأوحى الله الى ايوب في مكانه : ان (( اركض برجلك ، هذا مغتسل بارد و أشرب )) فأستبطأته فتلقته تنظر0 وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء ،وهو احسن ما كان ، فلما رأته قالت : اي بارك الله فيك ! هل رأيت نبى هذا المبتلى؟ فو الله القدير على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك اذا كان صحيحا ،قال: فأنى أنا هو ، قال: "وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت احداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض" هذا لفظ ابن جرير.
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبى ،حدثنا موسى0 بن اسماعيل ،حدثنا حماد، أنبأنا على بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب وجلس في ناحية، فجاءت امرأته فلم تعرفه ، فقالت:  يا عبد الله.. ؟ أين ذهب هذا المبتلى الذي كان هاهنا؟ لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب، وجعلت تكلمه ساعة، فقال: ويحك أنا أيوب ،قالت: أتسخر منى يا عبد الله ؟ فقال: ويحك أنا أيوب قد رد الله على جسدي.
وقال ابن عباس: ورد الله عليه ماله وولده بأعيانهم، ومثلهم معهم. وقال وهب بن منبه: أوحى الله اليه " قد رددت عليك أهلك ومالك ومثلهم معهم، فاغتسل بهذا الماء فان فيه شفاءك ،وقرب عن صحابتك قربنا ،واستغفر لهم فانهم قد عصونى فيك". رواه بن أبى حاتم.
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا همام، عن قتادة، عن النضر بن أنس ،وعن بشير بن نهيك، عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما عافى الله أيوب عليه السلام أمطر عليه جرادا من ذهب ،فجعل يأخذ منه بيده ويجعل في ثوبه، قال: فقيل له: يا أيوب.. أما تشبع؟ قال: يا رب.. ومن يشبع من رحمتك"؟؟وهكذا رواه أحمد عن أبى داوود الطيالسى.
س:كيف شفى الله ايوب عليه السلام ؟؟؟

وقوله: " اركض برجلك " أى اضرب برجلك الأرض، فامتثل ما أمر به. فأنبع الله له عينا باردة الماء ،وأمر أن يغتسل فيها ويشر ب منها، فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى، والسقم والمرض الذي كان في جسده ظاهرا وباطنا ،وأبدله الله بعد ذلك كله صحة ظاهرة وباطنة وجمالا تاما ومالا كثيرا، حتى صب له من المال صبا، مطرا عظيما جرادا من ذهب.
وأخلف الله له أهله، كما قال تعلى:" وآتيناه أهله ومثلهم معهم " فقيل أحياهم الله بأعيانهم، وقيل ؟آجره فيمن سلف، وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة، وقوله: "رحمة من عندنا" أى رفعنا عنه شدته، وكشفنا ما به من ضر، رحمة منا به ورأفه واحسانا. "ذكرى للعابدين" أى تذكرة لمن ابتلى في جسده أو ماله أو ولده، فله أسوة بنبى الله أيوب ،حيث ابتلاه الله بما هو اعظم من ذلك فصبر واحتسب حتى أفرج الله عنه.
وقوله:" وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تنحث، انا وجدناه صابرا، نعم العبد، انه أواب" هذه رخصة من الله تعالى لعبده ورسوله أيوب عليه السلام، فيما كان من حلفه ليضربن امرأته مائة سوط. فقيل حلفه ذلك لبيعها ضفائرها، وقيل لأنه عارضها الشيطان في صورة طبيب يصف لها دواء لأيوب فأتته فأخبرته فعرف أنه الشيطان ،فحلف ليضربها مائة سوط. فلما عافاه الله عز وجل أفتاه أن يأخذ ضغثا و هو كالعثكال الذى يجمع الشماريخ، فيجمعها كلها ويضربها به ضربة واحدة. ويكون هذا منزلا منزلة الضرب بمائة سوط ويبر ولا ينحث.

ولهذا عقب الله الرخصة وعللها بقوله: "انا وجدناه صابرا، نعم العبد، انه أواب".
 س:ما العبره والموعضة التي ااخذتها من قصة ايوب علية السلام؟؟






المرجع :.سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لابن هشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق